مرض السكري والتئام الجروح
يؤثر مرض السكري على قدرة الجسم على التئام الجروح بشكل طبيعي وقدرته على محاربة الإصابات وعندما يكون الشخص مصابًا بالسكري يمكن أن تستغرق الجروح وقتًا أطول للشفاء مما قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الأخرى.
من العوامل التي تعرقل التئام الجروح عند مرضى السكري هي مستويات السكر العالية في الدم وضعف الجهاز المناعي والتهاب الأعصاب الطرفية
يمكن للشخص الذي يدير مرض السكري بشكل جيد أن يحسن معدل التئام الجروح ويقلل من فرص الإصابة بعدوى شديدة.
في هذه المقالة نلقي نظرة على مرض السكري والتئام الجروح وطرق تقليل مخاطر حدوث مضاعفات.
مرض السكري والتئام الجروح
تعد الجروح البسيطة والجروح والحروق جزءًا مؤسفًا ولكن لا يمكن تجنبه من الحياة ومع ذلك بالنسبة لمرضى السكري يمكن أن تؤدي هذه الإصابات إلى مشاكل صحية خطيرة.
يعاني الكثير من مرضى السكري من جروح بطيئة في الالتئام أو لا تلتئم جيدًا أو لا تلتئم أبدًا وفي بعض الأحيان قد تتطور العدوى.
يمكن أن تنتشر العدوى إلى الأنسجة والعظام القريبة من الجرح أو مناطق أبعد من الجسم وفي بعض الحالات وبدون رعاية الطوارئ يمكن أن تكون العدوى مهددة للحياة أو قد تكون قاتلة.
حتى عندما لا تتطور العدوى في الجرح يمكن أن يؤثر الالتئام البطيء سلبًا على الصحة العامة للشخص ونوعية الحياة ويمكن أن تؤدي الجروح أو الإصابات في القدمين أو الساقين إلى صعوبة المشي أو ممارسة التمارين الرياضية.
من الضروري أن يحافظ مرضى السكري على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة لتقليل مخاطر التئام الجروح البطيئة والمضاعفات بما في ذلك قرح القدم.
أسباب صعوبة التئام الجروح لدى مرضى السكري
وجدت دراسة أجريت عام 2013 وجود علاقة واضحة بين جلوكوز الدم والتئام الجروح.
كشف البحث أن الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية لجروح السكري المزمنة كانوا أكثر عرضة للشفاء بشكل كامل إذا كانوا يتحكمون في مستوى الجلوكوز في الدم بشكل جيد في وقت الجراحة.
يسبب مرض السكري ضعفًا في إنتاج الجسم أو حساسيته للأنسولين وهو هرمون يسمح للخلايا بأخذ واستخدام الجلوكوز من مجرى الدم للحصول على الطاقة وهذا الاضطراب في الأنسولين يجعل من الصعب على الجسم التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم.
عندما يظل جلوكوز الدم مرتفعًا بشكل دائم فإنه يضعف وظيفة خلايا الدم البيضاء، وتعد خلايا الدم البيضاء أساسية في دور الجهاز المناعي وعندما تكون غير قادرة على العمل بشكل صحيح يكون الجسم أقل قدرة على محاربة البكتيريا وإغلاق الجروح.
قد يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري غير المنضبط من ضعف الدورة الدموية مع تباطؤ الدورة الدموية يتحرك الدم بشكل أبطأ مما يجعل من الصعب على الجسم توصيل العناصر الغذائية إلى الجروح ونتيجة لذلك تلتئم الجروح ببطء أو قد لا تلتئم على الإطلاق.
يمكن أن يتسبب مرض السكري أيضًا في اعتلال الأعصاب (تلف الأعصاب) والذي يمكن أن يؤثر أيضًا على التئام الجروح ويمكن أن يتسبب جلوكوز الدم غير المنضبط في إتلاف الأعصاب مما يؤدي إلى تخدير الإحساس في المنطقة
مضاعفات ضعف التئام الجروح
الأشخاص الذين يعانون من ضعف التئام الجروح بسبب تأثيرات مرض السكري على الأعصاب والأوعية الدموية قد يعانون أيضًا من مضاعفات أخرى وتشمل أمراض القلب وأمراض الكلى ومشاكل العين.
إذا أصيب الجرح غير المعالج بالعدوى فقد تنتشر العدوى إلى العضلات والعظام
إذا ظهرت عدوى في الجرح وتركت دون علاج يمكن أن تتطور إلى مرحلة الغرغرينا وتعتبر الغرغرينا سببًا شائعًا لعمليات البتر لدى الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم نتيجة لمرض السكري.
الطرق الوقائية التي تساعد على التئام الجروح
يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري استخدام استراتيجيات محددة لتحسين الوقت الذي يستغرقه التئام الجرح وتشمل هذه إدارة نسبة الجلوكوز في الدم والعناية الشاملة بالقدم وعلاج الجروح عند حدوثها.
1 – العناية بالقدم لمرض السكري
تشمل رعاية القدم المناسبة ما يلي:
- غسل القدمين يوميا
- تجفيف الجلد قبل وضع المرطب
- تجنب المشي حافي القدمين
- تقليم أظافر القدم بعناية
- ارتداء أحذية مريحة
- فحص القدمين والنظر داخل الحذاء يومياً
2 – علاج الجرح
من الضروري أن يراقب مرضى السكري جروحهم بعناية وفي حين أن الجروح قد تلتئم ببطء فليس من الطبيعي أن تظل مفتوحة لعدة أسابيع أو تنتشر أو تنضح أو تصبح مؤلمة للغاية.
في حين أن العدوى قد لا تتطور في كل قرحة أو جرح فإن الخطوة الأولى لمنعها هي تنظيف الجرح وتغطيته بضمادة نظيفة.
قد تكون فكرة جيدة للأشخاص المصابين بداء السكري أن يرتدوا أحذية وجوارب عند المشي خاصة إذا ظهر جرح حيث يزيد كونك حافي القدمين من خطر الإصابة بالعدوى.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من أي نوع من مرض السكري أن يلتمسوا العلاج إذا ظهر جرح في قدمهم ولم يلتئم.
3 – السيطرة على الجلوكوز
الأشخاص الذين يديرون مستويات الجلوكوز في الدم لديهم أقل عرضة للإصابة بجروح خطيرة لا تلتئم.
سيحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 1 إلى تناول الأنسولين مدى الحياة للتحكم في نسبة السكر في الدم ويتمتع الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 بمزيد من الخيارات بالإضافة إلى تناول الأنسولين والأدوية الأخرى عن طريق إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي