أين تقع الكلى في جسم الإنسان وما هو دورها في الجسم؟
الكلى زوج من الأعضاء على شكل حبة الفول موجودة في جميع الفقاريات تزيل الفضلات من الجسم وتحافظ على مستويات متوازنة من الكهارل وتنظم ضغط الدم.
تعتبر الكلى من أهم أعضاء الجسم وفي هذا المقال نلقي نظرة على بنية ووظيفة الكلى والأمراض التي تصيبها وكيفية الحفاظ عليها بصحة جيدة.
موقع الكلى في الجسم
الكلىتقع أسفل القفص الصدري حيث تقع واحدة على كل جانب من جوانب العمود الفقري والكلية اليمنى بشكل عام أقل قليلاً من الكلية اليسرى في الحجم لإفساح المجال للكبد.
يبلغ سمك كل كلية حوالي 3 سم وعرضها 6 سم وطولها 12 سم وفي الذكور معدل الوزن للكليتان حوالي 129 جرامًا للكلى اليمنى و 137 جرامًا لليسار، بينما في الإناث معدل الوزن من هذه الأعضاء 108 جم للكلى اليمنى و 116 جم للكلى اليسرى.
بنية الكلى
الكلى عضوان على شكل حبة الفول بحجم قبضة اليد تقريبًا وتحيط كبسولة كلوية ليفية صلبة بكل كلية وتوفر الدعم للأنسجة الرخوة بالداخل وعلاوة على ذلك تعمل طبقتان من الدهون كحماية إضافية وتقع الغدد الكظرية فوق الكلى.
يوجد داخل الكلى عدد من الفصوص الهرمية الشكل ويتكون كل منها من قشرة كلوية خارجية ونخاع كلوي داخلي وتتدفق النيفرون بين هذه الأقسام ويشتمل كل نفرون على مرشح يسمى الكبيبة ونبيب وتقوم الكبيبات بتصفية الدم الذي يدخل الكلى عبر الشرايين الكلوية ويترك عبر الأوردة الكلوية
يعيد الأنبوب المواد الضرورية إلى الدم ويزيل الفضلات التي تتحول بعد ذلك إلى بول وتفرز الكلى البول من خلال الحالب وهو أنبوب يؤدي إلى المثانة.
دور الكلى في الجسم
الدور الرئيسي للكلى هو الحفاظ على التوازن حيث تعمل على الحفاظ على البيئة الداخلية للجسم وتوازن الكهارل
من أهم وظائف الكلية في الجسم ما يلي:
1 – إخراج النفايات
تعمل الكلى على إزالة الفضلات المختلفة والتخلص منها في البول وبعض المركبات الرئيسية التي تزيلها الكلى هي:
- اليوريا والتي تنتج عن تكسر البروتينات
- حمض البوليك من انهيار الأحماض النووية
- الأدوية ومستقلباتها
2 – إعادة امتصاص العناصر الغذائية
تعمل الكلى على إعادة استيعاب المغذيات من الدم باستخدام الأنابيب ونقلها إلى أفضل مكان لدعم الصحة كما أنهم يعيدون امتصاص المنتجات الأخرى للمساعدة في الحفاظ على التوازن وتشمل المنتجات المعاد امتصاصها:
- الجلوكوز
- أحماض أمينية
- بيكربونات
- الماء
- الفوسفات
- أيونات الكلوريد والصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم
3 – الحفاظ على الرقم الهيدروجيني
في البشر ، مدى مستويات الأس الهيدروجيني المقبولة هو 7.35-7.45 وعند المستويات الأدنى أو الأعلى من هذا النطاق يدخل الجسم في حالة من الحموضة أو القلوية على التوالي، وفي هذه الحالات تتفكك البروتينات والإنزيمات ولا يعود بإمكانها العمل وفي الحالات القصوى يمكن أن يكون هذا مميتًا.
تساعد الكلى والرئتان في الحفاظ على استقرار درجة حموضة الجسم وتحقق الرئتان ذلك عن طريق تعديل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الدم حيث تتحكم الكلى في درجة الحموضة عن طريق إعادة امتصاص وإنتاج البيكربونات من البول مما يساعد على تحييد الأحماض.
4 – تنظيم الأسمولية
الأسمولية هي مقياس لتوازن الماء بالكهرباء في الجسم وهي النسبة بين السوائل والمعادن في الجسم، والجفاف هو سبب رئيسي لاختلال توازن الكهارل.
إذا ارتفعت الأسمولية في بلازما الدم فإن الوطاء في الدماغ يستجيب عن طريق تمرير رسالة إلى الغدة النخامية وتفرز هذه الغدة الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) واستجابة لهذا الهرمون تقوم الكلية بإجراء عدة تغييرات بما في ذلك:
- زيادة تركيز البول
- زيادة امتصاص الماء
- إعادة فتح أجزاء من مجرى التجميع التي لا يستطيع الماء دخولها بشكل طبيعي مما يسمح للماء بالعودة إلى الجسم
- الاحتفاظ باليوريا في لب الكلى بدلاً من إفرازها لأن هذا المركب يسحب الماء
5 – تنظيم ضغط الدم
تنظم الكلى ضغط الدم عند الضرورة لكنها مسؤولة عن التعديلات البطيئة.
تضبط الكلى الضغط طويل الأمد في الشرايين عن طريق إحداث تغييرات في السائل خارج الخلايا والمصطلح الطبي لهذا السائل هو السائل خارج الخلية
تحدث هذه التغيرات في السوائل بعد إطلاق مضيق للأوعية يسمى (أنجيوتنسين 2) ومضيقات الأوعية هي هرمونات تسبب تضيق الأوعية الدموية.
تلعب هذه الهرمونات دورًا في زيادة امتصاص الكلى لكلوريد الصوديوم أو الملح ويزيد هذا الامتصاص بشكل فعال من حجم حجرة السوائل خارج الخلية ويرفع ضغط الدم
6 – إفراز المركبات النشطة
تفرز الكلى عدة مركبات مهمة منها :
- إرثروبويتين: يتحكم هذا في تكون الكريات الحمر وهو إنتاج خلايا الدم الحمراء وينتج الكبد أيضًا إرثروبويتين لكن الكلى هي المنتج الرئيسي له عند البالغين.
- الرينين: يساعد هذا الإنزيم في إدارة تمدد الشرايين وأحجام بلازما الدم والليمفاوية والسائل الخلالي واللمف هو سائل يحتوي على خلايا الدم البيضاء والتي تدعم نشاط المناعة والسائل الخلالي هو المكون الرئيسي للسائل خارج الخلية.
- الكالسيتريول: هو المستقلب النشط هرمونيًا لفيتامين د ويزيد من كمية الكالسيوم التي يمكن للأمعاء امتصاصها وإعادة امتصاص الفوسفات في الكلى.
أمراض الكلى
يمكن أن تؤثر مجموعة من الأمراض على الكلى وقد تؤدي العوامل البيئية أو الطبية إلى الإصابة بأمراض الكلى ويمكن أن تسبب مشاكل وظيفية وهيكلية منذ الولادة لدى بعض الأشخاص.
1 – اعتلال الكلية السكري
في الأشخاص المصابين باعتلال الكلية السكري يحدث تلف في الشعيرات الدموية في الكلى نتيجة لمرض السكري طويل الأمد وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات من بدء ظهور الضرر ويمكن أن تشمل :
- تراكم السوائل
- صعوبة النوم
- ضعف الشهية
- اضطراب المعدة
- صعوبة في التركيز
2 – حصى الكلى
يمكن أن تتكون الأحجار على شكل تراكم صلب للمعادن في الكلى.
يمكن أن تسبب ألمًا شديدًا وقد تؤثر على وظائف الكلى إذا كانت تسد الحالب.
3 – التهابات الكلى
تميل عدوى الكلى إلى أن تنجم عن البكتيريا الموجودة في المثانة والتي تنتقل إلى الكلى.
يمكن أن تشمل الأعراض آلام أسفل الظهر، التبول المؤلم، وأحيانًا الحمى وقد تشمل التغييرات في البول وجود الدم والغيوم ورائحة غير عادية.
التهابات الكلى أكثر شيوعًا في الإناث أكثر من الذكور وأكثر عرضة للتأثير على الحوامل
4 – الفشل الكلوي
في الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي تصبح الكلى غير قادرة على تصفية الفضلات من الدم بشكل فعال.
إذا تسببت إصابة أو عامل آخر مثل الإفراط في تناول الأدوية في فشل كلوي فقد تكون الحالة قابلة للعكس بالعلاج.
إذا كان السبب مرضًا فغالبًا ما لا يكون للفشل الكلوي علاج كامل.
5 – موه الكلية
يعني موه الكلية “الماء على الكلى”.
يحدث هذا عادة عندما يمنع الانسداد البول من مغادرة الكلى مما يسبب ألمًا شديدًا.
بمرور الوقت يمكن أن يؤدي عدم علاج موه الكلية إلى الضغط على كليتي الشخص وقد يؤدي إلى تلف الكلى.
6 – التهاب الكلية الخلالي
يمكن أن يتسبب رد الفعل تجاه الأدوية أو العدوى في حدوث التهاب في النيفرون .
عادة ما يتضمن العلاج معالجة سبب الالتهاب أو تغيير مسار الدواء.
7 – ورم الكلى
يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة ولا تنتشر السرطانات الحميدة أو تهاجم الأنسجة لكن السرطانات الخبيثة يمكن أن تكون عدوانية.
سرطان الكلى الخبيث الأكثر شيوعًا هو سرطان الخلايا الكلوية.
8 – المتلازمة الكلوية
عندما يؤثر تلف الكلى على وظيفتها يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات البروتين في البول ويؤدي هذا التأثير إلى نقص البروتين في جميع أنحاء الجسم مما يسحب الماء إلى الأنسجة ويمكن لأعراض المتلازمة الكلوية أن تشمل:
- عيون منتفخة
- زيادة مستويات الكوليسترول
- زيادة الوزن
- إعياء
- فقدان الشهية
أسباب تلف الكلى
قد تتضمن بعض الأسباب الشائعة لتلف الكلى ما يلي:
- المسكنات: قد يؤدي استخدام مسكنات الألم على مدى فترة طويلة إلى التهاب الكلية المزمن وتشمل الأمثلة الأسبرين والأسيتامينوفين والعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات
- اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي (IgA) : ويُعرف أيضًا باسم مرض بيرغر ويحدث هذا عندما تتراكم الأجسام المضادة للجلوبين المناعي A (IgA) في الكلى، وتشمل الأعراض آلام في البطن وطفح جلدي والتهاب المفاصل ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي.
- الليثيوم: يصف الأطباء الليثيوم لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب ومع ذلك الليثيوم قد يسبب اعتلال الكلية مع الاستخدام طويل الأمد
- عوامل العلاج الكيميائي: أكثر أنواع مشاكل الكلى شيوعًا لدى المصابين بالسرطان هي إصابة الكلى الحادة وقد يكون هذا بسبب القيء الشديد والإسهال من الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي .
- الكحول: الكحول يعيق قدرة الكلى على تنقية الدم كما أنه يجفف الجسم مما يجعل من الصعب على الكلى تصحيح التوازنات الداخلية كما أنه يزيد من ضغط الدم مما قد يعيق عمل الكلى أيضًا.
غسيل الكلى
في حالة تلف الكلى الشديد قد يكون غسيل الكلى خيارًا متاحًا وضروريًا ويستخدم الأطباء هذا العلاج فقط في المرحلة النهائية من الفشل الكلوي الذي يتضمن فقدان 85-90٪ من وظائف الكلى ويهدف غسيل الكلى إلى إكمال بعض وظائف الكلى السليمة وتشمل هذه:
- إزالة النفايات والملح الزائد والماء
- الحفاظ على المستويات الصحيحة للمواد الكيميائية في الدم بما في ذلك الصوديوم والبيكربونات والبوتاسيوم
- الحفاظ على ضغط الدم
الحفاظ على صحة الكلى
وفيما يلي اقتراحات للحفاظ على صحة الكلى والمساعدة على تجنب أمراض الكلى:
- اتباع نظام غذائي متوازن: تنجم العديد من مشاكل الكلى عن ارتفاع ضغط الدم والسكري نتيجة لذلك ، فإن الحفاظ على نظام غذائي مغذي ومتوازن يمكن أن يمنع العديد من الأسباب الشائعة لأمراض الكلى
- ممارسة التمارين الرياضية الكافية: يمكن أن تقلل ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة كل يوم من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسمنة وكلاهما يضغط على صحة الكلى.
- شرب الكثير من الماء: من المهم تناول السوائل وخاصة الماء ويمكن أن تؤثر العديد من العوامل على كمية الماء التي يجب أن يشربها الناس ولكن حوالي 4-6 أكواب يوميًا يمكن أن تساعد في تحسين صحة الكلى والحفاظ عليها.
- تناول المكملات: كن حذرًا عند تناول المكملات الغذائية إذ ليست كل المكملات الغذائية والفيتامينات مفيدة ويمكن للبعض أن يؤذي الكلى إذا أخذ الشخص الكثير منها
- الحد من الملح: قلل من تناول الصوديوم بحد أقصى2300 ملليغرام (ملغ)
- تجنب التدخين: دخان التبغ يقيد الأوعية الدموية وبدون إمدادات كافية من الدم لن تتمكن الكلى من إكمال عملها الطبيعي.
- تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) :يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين إلى تلف الكلى.
- فحص الحالات الصحية: يجب على أي شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري التفكير في مناقشة فحص الكلى المنتظم مع الطبيب للمساعدة في اكتشاف أي مشاكل صحية محتملة.
- إدارة مرض السكري وأمراض القلب: يمكن أن يساعد اتباع توصيات الطبيب لإدارة هذه الحالات في حماية الكلى على المدى الطويل.
- الحصول على نوم جيد والتحكم في الإجهاد