يحدث خلل كيمياء المخ عندما يكون لدى الشخص القليل جدًا أو كثير جدًا من بعض النواقل العصبية.
الناقلات العصبية هي الناقلات الكيميائية التي تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية وتتضمن أمثلة الناقلات العصبية السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين.
يطلق الناس أحيانًا على السيروتونين والدوبامين اسم “الهرمونات السعيدة” بسبب الأدوار التي يلعبونها في تنظيم الحالة المزاجية والعواطف.
من الفرضيات الشائعة أن اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق تتطور نتيجة الاختلالات الكيميائية في الدماغ.
في حين أن هذه النظرية قد تحمل بعض الحقيقة إلا أنها تنطوي على خطر المبالغة في تبسيط الأمراض العقلية وفي الواقع تعتبر اضطرابات المزاج وأمراض الصحة العقلية من الحالات المعقدة للغاية
الأساطير الشائعة حول خلل كيمياء المخ
يوجد أسطورة شائعة مفادها أن اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ هو المسؤول وحده عن التسبب في حالات الصحة العقلية.
على الرغم من أن خلل كيمياء المخ أو الاختلالات الكيميائية في الدماغ يبدو أنها مرتبطة باضطرابات المزاج وحالات الصحة العقلية إلا أن الباحثين لم يثبتوا أن الاختلالات الكيميائية هي السبب الأساسي لهذه الحالات.
تشمل العوامل الأخرى التي تساهم في حالات الصحة العقلية ما يلي:
- علم الوراثة وتاريخ العائلة
- تجارب الحياة مثل تاريخ من الإساءة الجسدية أو النفسية أو العاطفية
- تناول الكحول أو تعاطي المخدرات
- تناول بعض الأدوية
العوامل النفسية والاجتماعية مثل الظروف الخارجية التي تؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة
لا يمكن للاختبارات البيولوجية الحالية أيضًا التحقق بشكل موثوق من حالة الصحة العقلية لذلك لا يقوم الأطباء بتشخيص حالات الصحة العقلية عن طريق اختبار الاختلالات الكيميائية في الدماغ وبدلاً من ذلك يقومون بالتشخيص بناءً على أعراض الشخص ونتائج الفحص البدني.
ما هي الحالات المرتبطة بالاختلالات كيمياء المخ؟
ربطت الأبحاث الاختلالات الكيميائية ببعض حالات الصحة العقلية بما في ذلك:
1 – الاكتئاب
الاكتئاب المعروف أيضًا باسم الاكتئاب الإكلينيكي هو اضطراب مزاجي يؤثر على العديد من جوانب حياة الشخص من أفكاره ومشاعره إلى عادات النوم والأكل.
على الرغم من أن بعض الأبحاث تربط الاختلالات الكيميائية في الدماغ بأعراض الاكتئاب إلا أن العلماء يجادلون بأن هذه ليست الصورة الكاملة.
فمثلا يشير الباحثون أنه إذا كان الاكتئاب ناتجًا فقط عن اختلالات كيميائية فإن العلاجات التي تستهدف النواقل العصبية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) يجب أن تعمل بشكل أسرع.
تختلف أعراض الاكتئاب بشكل كبير بين الأفراد ولكن يمكن أن تشمل:
- استمرار مشاعر الحزن أو اليأس أو القلق أو اللامبالاة
- استمرار الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو التشاؤم
- فقدان الاهتمام بالأنشطة أو الهوايات الممتعة سابقًا
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء
- التهيج
- الأرق أو فرط النشاط
- الأرق أو النوم لفترات طويلة
- تغيرات في الشهية والوزن
- آلام جسدية أو تشنجات أو مشاكل في الجهاز الهضمي
- أفكار انتحارية
توجد أنواع مختلفة من الاكتئاب وتشمل هذه:
- اضطراب اكتئابي رئيسي (MDD)
- اضطراب الاكتئاب المستمر
- اكتئاب ذهاني
- اكتئاب ما بعد الولادة
- الاضطراب العاطفي الموسمي
2 – اضطراب ذو اتجاهين ( اضطراب ثنائي القطب)
الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب مزاجي يسبب فترات متناوبة من الهوس والاكتئاب ويمكن أن تستمر هذه الفترات في أي مكان من بضعة أيام إلى بضع سنوات.
الهوس يشير إلى حالة من الطاقة العالية بشكل غير طبيعي وقد يُظهر الشخص الذي يعاني من نوبة هوس الخصائص التالية:
- الشعور بالبهجة أو النشوة
- وجود مستويات عالية من الطاقة بشكل غير عادي
- المشاركة في العديد من الأنشطة في وقت واحد
- ترك المهام غير منتهية
- يتحدث بسرعة كبيرة
- كثيرا ما يتعارض مع الآخرين
- الانخراط في سلوك محفوف بالمخاطر مثل المقامرة أو شرب كميات كبيرة من الكحول
- الميل إلى التعرض لإصابات جسدية
- يمكن أن تتسبب نوبات الهوس أو الاكتئاب الشديدة في ظهور أعراض ذهانية مثل الأوهام والهلوسة.
لا يزال السبب الدقيق للاضطراب ثنائي القطب غير معروف ويعتقد الباحثون أن تغير مستويات الدوبامين في الدماغ قد يساهم في ظهور أعراض الاضطراب ثنائي القطب.
3 – القلق
يعاني العديد من الأشخاص من القلق العرضي عندما يواجهون تغييرات كبيرة في الحياة أو مشاكل في المنزل أو مشاريع مهمة في العمل.
ومع ذلك غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق من قلق مستمر أو قلق مفرط يتفاقم استجابةً للمواقف العصيبة.
تشير الدلائل المستمدة من أبحاث علم الأعصاب إلى أن الناقل العصبي لحمض غاما أمينوبوتيريك (GABA) قد يلعب دورًا مهمًا في اضطرابات القلق.
يقلل الناقل العصبي GABA من النشاط العصبي في اللوزة وهي جزء من الدماغ يخزن ويعالج المعلومات العاطفية.
GABA ليس الناقل العصبي الوحيد الذي تنطوي عليه اضطرابات القلق وتشمل النواقل العصبية الأخرى التي قد تساهم في حدوث هذه الاضطرابات ما يلي:
- السيروتونين
- نظام الكانابينويد الداخلي
- الأوكسيتوسين
- الهرمون المطلق للكورتيكوتروبين
- الببتيدات الأفيونية
- الببتيد العصبي Y
علاج مشكلة خلل كيمياء الدماغ
يمكن للأطباء وصف فئة من الأدوية تسمى المؤثرات العقلية لإعادة توازن تركيز مواد كيميائية عصبية معينة في الدماغ.
يستخدم الأطباء هذه الأدوية لعلاج مجموعة من حالات الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب.
تتضمن أمثلة المؤثرات العقلية ما يلي:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (بروزاك)، سيتالوبرام ( سيليكسا )، وسيرترالين (زولوفت)
- مثبطات امتصاص السيروتونين-نوربينفرين (SNRIs) بما في ذلك فينلافاكسين ( إيفكسور إكس آر)، دولوكستين (سيمبالتا)، وديسفينلافاكسين ( بريستيك )
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل أميتريبتيلين (إيلافيل) وديسيبرامين (نوربرامين) ونورتريبتيلين (باميلور)
- البنزوديازيبينات بما في ذلك كلونازيبام (كلونوبين) ولورازيبام (أتيفان)
المؤثرات العقلية المختلفة لها آثار جانبية متفاوتة ويمكن للناس مناقشة فوائد ومخاطر هذه الأدوية مع الطبيب.
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للأدوية العقلية ما يلي:
- جفاف الفم
- صوت أجش
- الصداع
- دوخة
- انخفاض الرغبة الجنسية
متى ترى الطبيب؟
يمكن أن تحدث تغيرات القلق والمزاج لعدة أسباب.
لا ينبغي أن تسبب هذه الأعراض إنذارًا إذا كانت خفيفة ويتم حلها في غضون أيام قليلة.
ومع ذلك قد يرغب الأشخاص في التفكير في التحدث مع طبيب أو أخصائي صحة عقلية مدرب إذا كانوا يعانون من أعراض عاطفية أو معرفية أو جسدية كل يوم لأكثر من أسبوعين
