يشير تصلب الجلد إلى مجموعة من الاضطرابات التي يتقلص فيها الجلد والأنسجة الضامة، وتصلب الجلد مرض تدريجي طويل الأمد ويعتبر من الأمراض الروماتيزمية
ينتج عن تصلب الجلد الإفراط في إنتاج الكولاجين ،هو البروتين الذي يشكل أساس النسيج الضام والنتيجة تكون سُمكًا أو تليفًا وتندبًا في الأنسجة.
تصلب الجلد غير معدي وقد ينتشر في العائلات ولكنه يحدث غالبًا في المرضى الذين ليس لديهم تاريخ عائلي
أعراض تصلب الجلد
تصلب الجلد يعني “الجلد الصلب”.
تشمل الأعراض المبكرة لتصلب الجلد التغيرات في الأصابع واليدين مثل التيبس والضيق والانتفاخ بسبب الحساسية للبرد أو الإجهاد العاطفي .
قد يكون هناك انتفاخ في اليدين والقدمين خاصة في الصباح.
تشمل الأعراض العامة لتصلب الجلد ما يلي :
- ترسبات الكالسيوم في الأنسجة الضامة
- تضيق الأوعية الدموية في اليدين والقدمين وهو ما يُعرف بمرض رينود
- مشاكل المريء الذي يربط الحلق بالمعدة
- جلد مشدود سميك على الأصابع
- بقع حمراء على الوجه واليدين
أنواع تصلب الجلد
النوعان الرئيسيان من تصلب الجلد هما موضعي ونظامي.
يؤثر تصلب الجلد الموضعي بشكل رئيسي على الجلد ولكن قد يكون له تأثير على العضلات والعظام.
يؤثر تصلب الجلد الجهازي على الجسم كله بما في ذلك الدم والأعضاء الداخلية وخاصة الكلى والمريء والقلب والرئتين.
1 – تصلب الجلد الموضعي
تصلب الجلد الموضعي هو أخف أشكال تصلب الجلد ولا يؤثر على الأعضاء الداخلية وهناك نوعان رئيسيان: القشيعة وتصلب الجلد الخطي.
- قشيعة : تشمل الأعراض ظهور بقع بيضاوية الشكل من الجلد الفاتح أو الغامق والتي قد تكون مصحوبة بالحكة وبلا شعر ولامعة والأشكال لها حدود أرجوانية وتكون بيضاء في المنتصف.
- تصلب الجلد الخطي : تكون هناك شرائط من الجلد المتيبس على الأطراف ونادرًا على الرأس والوجه ويمكن أن يؤثر على العظام والعضلات.
2 – تصلب الجلد الجهازي
يؤثر تصلب الجلد الجهازي على الدورة الدموية والأعضاء الداخلية وهناك نوعان رئيسيان من تصلب الجلد الجهازي:
- متلازمة التصلب الجهازي الجلدي المحدود أو كريست
- التصلب الجهازي المنتشر
3 – التصلب الجهازي الجلدي المحدود
التصلب الجهازي الجلدي المحدود هو النوع الأقل شدة من تصلب الجلد الجهازي وهو يؤثر على جلد اليدين والقدمين والوجه والذراعين والساقين وقد تكون هناك مشاكل في الأوعية الدموية والرئتين والجهاز الهضمي.
غالبًا ما تكون العلامة الأولى هي مرض رينود حيث تضيق الأوعية الدموية في اليدين والقدمين مما يؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية في الأطراف وقد يعاني المرضى من خدر وألم وتغيرات في اللون استجابة للإجهاد أو البرودة.
قد تبدأ سماكة جلد اليدين والقدمين والوجه.
يمكن أن يؤدي التأثير على الجهاز الهضمي إلى صعوبة البلع ومرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو ارتداد الحمض .
قد تكون عضلات الأمعاء غير قادرة على تحريك الطعام عبر الأمعاء بشكل صحيح وقد لا يمتص الجسم العناصر الغذائية.
يمكن أن يكون لبعض هذه الأعراض أسباب كامنة أخرى وليس كل من يعاني من مرض رينود أو ارتجاع المريء مصابًا بتصلب الجلد.
4 – التصلب الجهازي المنتشر
في التصلب الجهازي المنتشر تؤثر سماكة الجلد عادة على المنطقة من اليدين إلى فوق الرسغين كما أنه يؤثر على الأعضاء الداخلية.
قد يعاني الأشخاص المصابون بأنواع تصلب الجلد الجهازية من الضعف والتعب وصعوبة التنفس والبلع وفقدان الوزن.
أسباب تصلب الجلد
لا يُعرف سبب تصلب الجلد ولكن يُعتقد أنه حالة من أمراض المناعة الذاتية تجعل الجسم ينتج الكثير من الأنسجة الضامة وهذا يؤدي إلى سماكة الأنسجة أو تليفها وتندبها.
يشكل النسيج الضام الألياف التي تشكل الإطار الذي يدعم الجسم وتوجد تحت الجلد وحول الأعضاء الداخلية والأوعية الدموية وهي تساعد في دعم العضلات والعظام.
يُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة بتصلب الجلد وهو مرض غير معدي
غالبًا ما يأتي الأشخاص المصابون بتصلب الجلد من عائلات يوجد فيها مرض مناعي ذاتي آخر.
تشخيص تصلب الجلد
قد يكون من الصعب تشخيص تصلب الجلد لأنه يتطور تدريجيًا ويظهر بأشكال مختلفة ولأن بعض الأعراض مثل الارتجاع المعدي المريئي يمكن أن تحدث في الأشخاص غير المصابين بتصلب الجلد.
سيقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني وبعض الفحوصات وقد يتم إحالة المريض إلى أخصائي أمراض الروماتيزم متخصص في أمراض المفاصل والنسيج الضام.
علاج تصلب الجلد
لا يوجد علاج حاليًا لمرض تصلب الجلد ولا يمكن لأي دواء أن يوقف فرط إنتاج الكولاجين ومع ذلك يمكن علاج مضاعفات الجهاز العضوي لتقليل الضرر والحفاظ على الوظائف.
قد يتحلل تصلب الجلد الموضعي من تلقاء نفسه وقد تساعد بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض وتساعد في منع حدوث مضاعفات.
سيكون الهدف هو تخفيف الأعراض ومنع الحالة من التدهور أو على الأقل إبطائها واكتشاف المضاعفات وعلاجها في أسرع وقت ممكن وتقليل الإعاقات.
يعتمد العلاج على كيفية تأثير المرض على الفرد.
قد تساعد أدوية ضغط الدم في توسيع الأوعية الدموية ويمكن أن يقلل هذا من مشاكل الأعضاء مثل الرئتين والكليتين ويمكن أن تساعد في علاج مرض رينود.
تعمل مثبطات المناعة على تهدئة أو كبت جهاز المناعة.
يساعد العلاج الطبيعي في إدارة الألم وتحسين الحركة وتحسين القوة
يساعد العلاج بالأشعة فوق البنفسجية وجراحة الليزر في تحسين حالة الجلد ومظهره.
مضاعفات تصلب الجلد
تتراوح مضاعفات تصلب الجلد في شدتها من خفيفة إلى مهددة للحياة وهناك أيضًا خطر متزايد للإصابة بالسرطان .
- قد تصبح الحركة مقيدة حيث يشد الجلد ويحدث تورم في اليدين والأصابع وحول الوجه والفم وتصبح حركة المفاصل والعضلات أكثر صعوبة
- يمكن أن يتسبب مرض رينود في تلف أطراف الأصابع والقدمين بشكل دائم مما يؤدي إلى ظهور حُفر أو تقرحات في الجسد وربما الغرغرينا
- قد ينتج عن عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب الاحتقاني تندب أنسجة القلب ويصاب المريض بالتهاب البطانة المحيطة بالقلب والمعروفة باسم التهاب التامور ويسبب هذا ألمًا في الصدر وتراكم السوائل حول القلب.
- يمكن أن تنشأ مشاكل الأسنان إذا أدى شد جلد الوجه إلى جعل الفم أصغر فقد تصبح العناية اليومية بالأسنان أكثر صعوبة ويعد جفاف الفم أمرًا شائعًا مما يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان
- تتأثر الوظيفة الجنسية ويصبح ضعف الانتصاب عند الذكور أمرًا شائعًا، ويتم تضييق فتحة المهبل عند المرأة وقد يكون هناك انخفاض في التزليق الجنسي.
- يمكن أن تصبح الغدة الدرقية خاملة يُعرف هذا باسم قصور الغدة الدرقية وهو يسبب تغيرات هرمونية تبطئ عملية التمثيل الغذائي.
التعايش مع تصلب الجلد
قد يكون التعايش مع تصلب الجلد أمرًا صعبًا اعتمادًا على نوع ومدى التأثير
ومع ذلك هناك استراتيجيات للحد من بعض التأثير:
- تناول وجبات صغيرة لتقليل تأثير ارتجاع المريء
- الحفاظ على ترطيب الجلد بشكل جيد مع الحرص على تجنب إصابات الأصابع
- القيام بالتمارين المناسبة لتخفيف التيبس
- تقدم مؤسسة أبحاث تصلب الجلد عددًا من النصائح وتشمل هذه :
- تجنب التبغ والكحول والكافيين والعقاقير الترويحية
- الحصول على قسط كاف من النوم
- التقليل من القلق والتوتر من خلال اليوجا والتأمل
- تجنب الأطعمة المصنعة والسكر والصودا
