الطحال هو عضو يقع في الربع العلوي الأيسر من البطن تحت الضلوع وهو بحجم قبضة اليد ويلعب دورًا حيويًا في مكافحة العدوى وتصفية الدم
يشخص الأطباء تمزق الطحال عن طريق فحص البطن واستخدام إما الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية اعتمادًا على حالة الفرد.
الطحال هو العضو البطني الأكثر تعرضًا للخطر أثناء إصابة الرضوض الحادة والسبب الأكثر شيوعًا لتمزق الطحال هو صدمة حادة في البطن.
الطحال له عدد من الوظائف بما في ذلك إنتاج الخلايا المناعية والأجسام المضادة كما أنه مسؤول عن إزالة خلايا الدم غير الطبيعية أو القديمة والأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات من الدم.
يقوم الطحال أيضًا بإعادة تدوير الهيموجلوبين وهو المكون الموجود في الدم الذي يحمل الأكسجين ويخزن الصفائح الدموية للمساعدة في تجلط الدم.
تغطي الطحال طبقة خارجية صلبة ومرنة تحتوي على ألياف عضلية ويمكن أن تتسبب الإصابة الحادة في الطحال في تمزق هذه الطبقة.
أعراض تمزق الطحال
غالبًا ما تكون أعراض تمزق الطحال مصحوبة بعلامات إصابة أخرى ناجمة عن صدمة حادة في البطن.
ومن أمثلة هذه الإصابات الأخرى كسور الضلع وكسر الحوض وإصابة الحبل الشوكي.
يعني موقع الطحال أن إصابة هذا العضو يمكن أن تسبب الألم في الجزء العلوي الأيسر من البطن ومع ذلك بعد التمزق ، يمكن أن يحدث الألم في أماكن أخرى مثل جدار الصدر والكتف الأيسر.
يُعرف الألم الذي يشعر به الكتف الأيسر نتيجة لتمزق الطحال بعلامة كيهر
الطحال الممزق يمكن أن يسبب ألمًا في الكتف الأيسر لأن النزيف من الطحال قد يهيج العصب الحجابي وهو عصب ينشأ في الرقبة ويمتد عبر الحجاب الحاجز.
تشمل الأعراض الأخرى لتمزق الطحال:
- دوار
- عدم وضوح الرؤية
- إغماء
- علامات الصدمة بما في ذلك الأرق والقلق والغثيان والشحوب
تنجم هذه الأعراض عن فقدان الدم وانخفاض ضغط الدم .
علاج تمزق الطحال
هناك نوعان رئيسيان من علاج تمزق الطحال: التدخل الجراحي والملاحظة.
يعاني العديد من الأشخاص المصابين بتمزق الطحال من نزيف خطير يتطلب جراحة فورية في البطن حيث يقوم الجراح بقطع البطن وإجراء عملية تسمى شق البطن.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تمزق الطحال الأقل حدة غالبًا ما يستخدم الأطباء الملاحظة بدلاً من الجراحة ومع ذلك لا يزال هؤلاء الأفراد بحاجة إلى علاج فعال وعادة ما يحتاجون إلى نقل دم.
سيكون الأشخاص الذين يعانون من تمزق الطحال منخفض الدرجة ولا توجد علامات على إصابات أخرى في البطن مستقرين بشكل عام من الناحية الديناميكية الدموية وهذا يعني أن ضغط الدم سيكون قريبًا من المعدل الطبيعي.
النهج غير الجراحي لإدارة تمزق الطحال هو تطور حديث في جراحة إصابات البالغين وتم اعتماده بعد نجاحه في علاج الأطفال دون جراحة
غالبًا ما يخضع الأشخاص الذين يظلون مستقرين تحت المراقبة لمزيد من عمليات الفحص لأغراض المراقبة بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب.
أولئك الذين في حالة مستقرة قد يخضعون أيضًا لإجراء يسمى انصمام الطحال ويهدف الإجراء إلى وقف أي نزيف من الطحال وعادة ما يحتاج هذا الإجراء إلى القيام به بسرعة ويمكن أن يساعد في تجنب الحاجة إلى استئصال الطحال.
الاستئصال الجراحي للطحال
يُعرف هذا باسم استئصال الطحال يتم إجراؤه عادةً أثناء فتح البطن الطارئ لشخص في حالة غير مستقرة.
في بعض حالات تلف الطحال الأقل شدة قد يتم إنقاذ العضو أثناء الجراحة بدلاً من إزالته بالكامل حيث يمكن إصلاحه بإزالة جزئية أو تصحيحات أو إصلاحات أو دبابيس
التعافي بعد استئصال الطحال
بعد إصلاح الطحال أو إزالته قد يستغرق التعافي بضعة أسابيع.
من المهم أن يستريح الشخص وأن يسمح للجسم بوقت للشفاء وأن يستأنف النشاط الطبيعي فقط بعد تلقي الضوء الأخضر من الطبيب المعالج ويُنصح الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أنه يمكنهم استئناف المجهود البدني الخفيف لمدة ثلاثة أشهر قبل استئناف تدريبهم المعتاد أو نظامهم الرياضي.
يمكن لأي شخص أن يعيش بدون طحال لكن دوره في جهاز المناعة يعني أن استئصال الطحال أو إصابته يمكن أن تؤثر بشكل خطير على قدرة الجسم على مكافحة العدوى وهذا يعني أن جميع الأفراد الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال يجب أن يحصلوا على التطعيم ضد المكورات الرئوية وينبغي تطعيم المرضى ذات الخطورة العالية ضد المكورة السحائية و المستدمية النزلية نوع B.
قد يحتاج الأطفال الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال إلى تناول المضادات الحيوية يوميًا للمساعدة في منع العدوى ويمكن أن يكون هذا مهمًا أيضًا للأشخاص الذين يعانون أيضًا من أمراض المناعة الذاتية مثل فيروس نقص المناعة البشرية
مضاعفات تمزق الطحال
المضاعفات الرئيسية لتمزق الطحال هي النزيف والمشاكل التي يمكن أن تنجم عنه مثل الأكياس والجلطات الدموية.
قد ينتج النزيف المتأخر وموت الطحال أيضًا عن تمزق الطحال وغالبًا ما تكون هذه المضاعفات الخطيرة هي التي تؤدي إلى الجراحة.
يمكن أن يؤدي انخفاض النشاط المناعي بعد استئصال الطحال إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى لذلك يجب اتخاذ احتياطات إضافية لمنع العدوى.
أسباب تمزق الطحال
السبب الأكثر شيوعًا لتمزق الطحال هو صدمة حادة في البطن وعادة ما تكون نتيجة تصادم مروري ومع ذلك يمكن أن يحدث تمزق الطحال بسبب الإصابات الرياضية والاعتداء الجسدي.
بالإضافة إلى الصدمة الحادة يمكن أن ينجم تمزق الطحال عن بعض الجروح مثل جرح السكين
يمكن أن تسبب التدخلات الطبية أحيانًا تمزق الطحال كمضاعفات غير مقصودة وتحدث إصابة الطحال أثناء العلاج الطبي بشكل شائع بسبب جراحة البطن
في حالات نادرة لا يحدث تمزق الطحال بسبب الإصابة. وُعرف هذا النوع بالتمزق غير الرضحي وينتج عادةً عن مرض الطحال
تشمل الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تمزق الطحال ما يلي:
- الالتهابات بما في ذلك الملاريا
- السرطانات التي تنتشر في الطحال
- اضطرابات التمثيل الغذائي
- أمراض الدم والشرايين
تشخيص تمزق الطحال
يتم تدريب أطباء الطوارئ على الاشتباه في وجود تمزق في الطحال لدى أي شخص متورط في حادث قد يتسبب في إصابة أسفل الصدر الأيسر أو الجزء العلوي الأيسر من البطن.
سيبحثون أيضًا عن الإصابات المحتملة في الحجاب الحاجز والبنكرياس والأمعاء.
سيقوم الطبيب الذي لديه سبب للاشتباه في تمزق الطحال بفحص البطن أولاً للبحث عن إيلام أو تضخم نتيجة تراكم السوائل
من المهم ملاحظة أن الشخص الموجود في المستشفى نتيجة الصدمة قد يظل يعاني من تمزق الطحال حتى لو كان فحص البطن غير ملحوظ.
يتم تأكيد النزيف الداخلي عن طريق انخفاض ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب وفحص الموجات فوق الصوتية بسرعة وإذا كانت هذه النتائج تشير إلى تمزق الطحال فهناك حاجة لإجراء جراحة بطنية عاجلة لتحديد مصدر النزيف.
يعد الفحص بالموجات فوق الصوتية أكثر طرق التشخيص حساسية لإصابات البطن
في الأشخاص الذين يتمتعون بالاستقرار الديناميكي للدم يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب عادةً للمساعدة في تحديد درجة الإصابة.
تمكّن الموجات فوق الصوتية السريعة الأطباء من فحص السوائل في أربع مناطق من البطن بما في ذلك المساحة حول الطحال.
في بعض الحالات مثل عندما يكون المريض مصابًا بحصوات الكلى أو لديه حساسية من مادة التباين المستخدمة في التصوير المقطعي المحوسب قد يخضع الشخص المستقر الذي يشتبه في أنه لديه تمزق في الطحال لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن يظهر هذا أيضًا مشاكل في الأنسجة الرخوة في الجسم.
مراحل تمزق الطحال
تصنف إصابة الطحال حسب الخطورة مع مراعاة مستوى التمزق وإصابة الأوردة والشرايين والتجلط ويمكن تصنيف نظام تصنيف الصدمات لإصابة الطحال هي كما يلي:
- الدرجة الأولى: تتضمن هذه المرحلة حدوث تمزق في الكبسولة يبلغ عمقها أقل من 1 (سم) في الطحال أو تراكم الدم المتخثر ، المعروف باسم الورم الدموي تحت الكبسولة ويغطي الورم الدموي أقل من 10 بالمائة من مساحة سطح الطحال.
- الدرجة 2: في هذه المرحلة يحدث تمزق من 1 إلى 3 سم لا يشمل الفروع الشريانية للطحال وبدلاً من ذلك قد يحدث ورم دموي تحت الكبسولة التي تغطي ما بين 10 و 50 بالمائة من مساحة السطح ويمكن أن تشتمل هذه المرحلة أيضًا على ورم دموي قطره أقل من 5 سم في أنسجة العضو.
- الدرجة 3: هذا التمزق في منتصف المرحلة عبارة عن تمزق بعمق يزيد عن 3 سم ويمكن أن يشمل أيضًا الشريان الطحال أو ورم دموي يغطي أكثر من نصف مساحة السطح ويمكن أن يعني التمزق من الدرجة الثالثة أيضًا وجود ورم دموي في أنسجة العضو التي يزيد حجمها عن 5 سم أو تتوسع.
- الدرجة 4: هذا هو التمزق الذي يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية القطعية أو النقطية ويسبب فقدان أكثر من 25 في المائة من إمدادات الدم في العضو.
- الدرجة الخامسة: هذا تمزق شديد للغاية يؤدي إلى تمزق بعض الأوعية الدموية ويسبب فقدانًا تامًا لإمدادات الدم إلى العضو ويمكن أن تعني هذه المرحلة أيضًا أن الورم الدموي قد حطم الطحال تمامًا.
